الخميس، 10 نوفمبر 2011

حينما نتغير ..!

حينما نتغير ..!

حينما نتغير , يتغير داخلنا برمته, يأتى الزائر الجديد فيقتل هذا الذى عاش فينا طيلة سنين الماضى,يأتى فيحرق كل الأوراق والدفاتر, ويهدم قصور الذكريات,فلا يرتضى بالاطلال ولا يبقى للساكن القديم أى أثر,وهذا عندما نتغير من شدة الألم ومرارة الجرح.

يأتى ولا يبالى بالنفس القديمة تصرخ وتستنجد بنا هناك من يؤلمها,ظنا منها أن محاولاته مجرد محاولات لتعذيبها لتعود الى رشدها, تظنه رحيما بها مثلنا , ولكنه يتمادى حتى تلفظ انفاسها الاخيرة,ويقبع هو محلها بقوته وقسوته ماحيا آثارها ليخربنا أن الامر الان على ما يرام ,وأنه لن يتركنا نتألم مثلما تركتنا هى بالماضى ! يقبع فى صمت لا يطلب شيئا ولا يصنع شيئا إلا الدفاع عنا بشراسة ضد كل من تسول له نفسه المساس بسعادتنا او كرامتنا.

لا تتكرر تلك المأساه كثيرا , غالبا ما تكون مرة واحدة بالعمر ومن مر بها يدرك حقيقة الإنكسار , ويعلم كيفية الإنهيار,فذاق مرارة البكاء, بكاء الضعف والهوان, وعاش ذل قلة الحيلة,وعرف كيف يكون كره النفس,وكره ما سببته من آلام

هذا عندما نتغير رغما عنا,بثورتنا الداخلية نثور على أنفسنا لننهى استبدادها لنا وظلمها , ونوقف نزيف فقدان كرامتنا وسعادتنا,لا يهمنا ألمها ولا عذاب قتلها,كل ما يهمنا التخلص من كل ماضيها بحلوه ومره, حتى و إن فقدنا أى طعم للسعادة بعدها! , فقط يكفينا أنها توقت عن ايلامنا ,وتدميرنا من اجل شهواتها ورغباتها,يكفينا اننا نحيا بعدها فى هدوء .. !

@  ahmed cavalier

عكس ما نرسمه فى الأحلام ..!

عكس ما نرسمه فى الأحلام ..!

ظل قرابة العام يتحدث إلى خطيبته يوميا, ويرسم معها شكل حياتهما القادم ,لم يشك ابدا انه سيتزوج غيرها وهى ايضا لم تشك,بعد عد اشهر سئلت عنه قالوا لى تزوج, قلت لقد كان يهاتفها يوميا بشكل فوق الطبيعى,قالوا لم يتزوج تلك بل تزوج بأخرى,فتعجبت وتسائلت عن السبب! قالوا حدثت مشكلة بينها وبين أهله , وخطب فتاه أخرى وأتم الزواج فى أقل من شهر.

ليس بالضرورة ان تكون خطيبته الاولى سيئة والثانية حسنة, ولكن  كثرة  الحديث وازالة الحواجز وهو ما يسمونه التعرف أكثر والتفاهم ما يصنع الا حواجز, وعوائق لم تكن لتبنى فى إطار الزواج,فكان من الممكن ان تحدث تلك المشكلة بينما هى زوجته ,ولن يطلقها ,وستمر الأمور على خير بعد إصلاح ما فسد منها,ومن الممكن أن تصنع زوجته الحالية مشكلة أكبر وستمضى حتى لا يتم هدم البيت !

إطالة فتره الخطبه لا تعود بنفع, وبإزالة الحواجز عبرها تبنى حواجز اكبر,فنسمع عن خطبة تم فسخها بعد ثلاثة سنين , واخرى بعد أربع,ونسمع عن طلاق حدث فى الشهر الأول من الزواج بعد خطبة طويلة,ربمالأ،ها لم تكن كما أقر الشرع, فالخطبة الشرعية لابد وأن تكون بعقد قران ,ولكن ما يدور هذة الايام فى مجتمعنا علاقات  لا تتماشى مع اوامر الشرع ,لأن الرجل يظل غريبها عنها حتى ولو بعلم أهلها  وموافقتهم .

فهؤلاء اللذين نخطط لحياتنا معهم, أو نتخيلهم فيها, و يكون لدينا يقينا فى الإرتباط بهم,بكل سهولة يتركونا ونتركهم فى لحظة غضب! ونذهب إلى من لم نتوقع الارتباط بهم ابدا,بإختيارنا ايضا وليس أمرا قدريا مجبرين عليه,فالتمادى فى صنع الاحلام لا يجدى نفعا ونندم على اوقات اضعناها مع أناس لم يمضوا معنا مشوار الحياة, وننعى ضياع سنوات من عمرنا هباء مع من لم يستحق أجمل مشاعرنا وأحاسيسنا ,واقطتعوها من عمرنا فذهبت بلا فائدة تذكر.!!

@  ahmed cavalier

الخميس، 3 نوفمبر 2011

دافعا آخر ..!


تعددت دوافع الزواج لدى كثير منا , فمنا من يرى الزواج عادة لابد من فعلها, ومنا من يراه سيجمعه بالتى أحبها ,ومنا من يرى فيه عوضا عما لاقاه فى الدنيا من قسوة وغلظة ووحدة ! , ومنا من يتزوج من أجل المال ومنا من يتزوج من أجل الشهوة ومنا من يتزوج لأن الناس حوله يتزوجون !!

سمعنا قول الله عز وجل : المال والبنون زينة الحياة الدنيا "

... مررنا على الاية مرور الكرام ولم نستشعر المعنى , فماذا عن البنين ؟ ربما كان المال الاقرب إلى ادراكنا نحن اللذين لم يتزوجوا بعد !, ولكن كيف يكون الأولاد زينة , او متعة , أو مصدر للراحة والسعادة هذا ما لم نستشعره ! فهل بالضرورة الانتظار لحين الزواج ومن ثم الانجاب حتى نفهمه ؟
لا اظن ذلك ابدا , فإبتسامة واحدة من طفل صغير أو طفلة كفيلة ان تأخذك إلى عالم الأحلام لتتسائل ماذا لو كان ابنك,وكلما تفكرت كلما استشعرت المعنى الذى ذكره الله عز وجل , فهذا الدافع هو الأسمى والأجمل, ربما يكون فى الاساس الرغبه فى الزواج من اجل أنفسنا بشكل بحت , ولكن حينما يصبح من اجل شخص اخر لا يزال فى علم الغيب فهذا هو المعنى النادر,والذى أكده المولى عز وجل فى الايه الكريمة.

فالعجب كل العجب من هؤلاء اللذين لم يعرفوا ابدا قيمة ابنائهم ولم يحمدوا الله عليهم, وينعتوهم دائما بأنهم هما وحملا ثقيلا اعياهم, وعجبا اذ حولوا زينة الدنيا إلى ابناء محطمين نفسيا وماديا,فخرجوا للدنيا بشروخ حطمت الطموح والهدف داخلهم,فقد قال رسول الله صلى الل عليه وسلم :
كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته " "
فهذا الذى يشكو همه , ويشكو ابنائه اين كنت من تربيتهم ورعايتهم؟ وكيف اصبحوا هكذا الا بسببك انت, فلو اتقيت الله فيهم عند الصغر سيتقون الله فيك حين الكبر, فكن شاكرا لنعمة الله حيث وهبك زينة الدنيا ولا تكن من اللذين ينكرون نعم الله عليهم .

@ الفارس