الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

إمسك بيديها




كانت التلميذة التى لا يتعدى عمرها السبعة اعوام تسير الى جوار اخيها فى طريقهم للعودة الى المنزل,فقد كان لزاما عليه انتظارها يوميا قبيل انتهاء يومها الدراسى , حفاظا عليها وحماية لها,كانت تسير فى الجهة المجاورة الى العربات  فتمر مسرعة ,لا تنشغل بالدنيا وما فيها ولا تحمل لها هما, فقط كل ما يشغلها زجاجتها التى تمسك بها ,وحقيبه كتبها التى انهكت ظهرها,و فى لمح البصر سقطت زجاجتها تجاه منتصف الطريق,فهرعت اليها ,ولا تدرى انه  إذا ما وصلت اليها لكانت اخر لحظة فى عمرها,لم تكن سرعة الموقف تسمح لاخيها ان يتداركه, ويمسك بها قبل فوات الاوان, ولكن لأنه أمنها قبل كل شيئ وكانت يده ممسكه بيدها فمنعها من الذهاب لإلتقاط زجاجتها فأنقذها بمشيئة الله.

بالتأكيد تعلم الفتاه أن وقوفها أمام سيارة مسرعة كفيل ان ينهى رحلتها فى هذه الدنيا,ولكنها لم تستطع حماية نفسها, وإحتاجت الى اخيها ليقوم بذلك الدور, وكذلك  كانت العلاقة بين الرجل والمرأة بشكلها العام , فإمساك الرجل بيديها سيحميها من أى خطأ,فهى تحتاجه ليحميها,يقودها ويوجهها ,يصونها ويحفظها من كل سوء, حتى وإن كانت تعلم الصواب من الخطأ فلا يكفى ذلك كى لا تقع فيه, فقد جعله الله قواما عليها , حيث يأمرها بالمعروف وينهاها عن المنكر, ويلبى احتياجاتها سواء كانت ماديه او معنوية.

قد يظن بعض الرجال أن إمساك الرجل بيد زوجته أمرا غير ضرورى او مبالغ فيه, وربما كان من مميزات فتره الخطبة فقط, غير أن إمساكه بيديها كان دليلا على مقدار حبه وخوفه عليها,ليس بالضرورى أن يفعل ذلك بالطرقات ولكن يكفى ان يسير إلى جوارها خطوته بخطوتها ,فكيف يحب وهى تسير خلفه يقودها كما يقود الراعى البعير؟ كيف لا يشعرها بالامان وبخشيته عليها من كل سوء, فلماذا يعتبرها عائقا أو حملا ,ويعاملها على أن دورها فى حياته انتهى وتوقف عند خدمته ,ولا يلقى بالا لاحتياجاتها العاطفية

إمساكك بيديها ليس فقط فى صورته الظاهرة, ولكن بصورته الضمنية فى شتى امور الحياة,امسك بيديها فهى تحتاج اليك على الدوام,فقد خلقها الله تنتمى إليك, ولا تستطيع العيش دونك,ودون الشعور برغبتك فيها وحبك لها, واحتياجك  الدائم لوجودها فى حياتك

@ الفارس

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

خلقها الله لتنتمي اليك
رائعه كلماتك
فعلا خلق الله حواء من ضلع ادم ليسكن اليها وليشعره بمسؤليته عنها اذ انها جزء منه وخلقت من جانب قلبه دليل علي وجوب اعطائها الحنان والامان في وجوده معها وبالمثل لابد ان تشعر بقيمتها في حياته وباحتياجه لها
معلش يا باشمهندس انا مقصره في حق المدونه بس انا اصلي بدخل من علي الموبايل ومبعرفش اوصلها الا من علي الكمبيوتر
دايما متألق ودايما مخليني اعجز عن وصف روعة كلماتك
الشيماء

امل الحياة يقول...

اخي احمد يا من صاح الورد بشذاك ، وعطرت أركان مناك

نشكر ونهدي لك باقة من الامنيات والاماني ،

فبارك الله لك جهودك وسدد بالخير والعطاء دربك

غير معرف يقول...

رااااااااااائعة حقا بارك الله فيك اخي