الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

لا تدعهم يغضبونك !




قد يغضبك تعامل الباعة معك, فأنت معرض كل يوم لتحمل تقلباتهم وغلظة تعاملاتهم, وقد يهين كرامتك اذا كلمك احدهم بعدم اكتراث او عدم تقدير, ربما يعبس احدهم فى وجهك والاخر يحدثك بملل ونفور,ولا يبقى داخلك الا سؤال واحد : لماذا يحدثنى بهذه الطريقة؟

 
فأنت لا تعرفهم ولا يعرفونك وربما يخطبر ببالك انك شخص غير محبوب , او غير جذاب وغير مثير للأهتمام,فيملئك شعورا بالاكتئاب وفقدانا للثقة فى النفس,يخالطه رغبه فى رد كرامتك التى اهينت جراء تعامل هذا البائع معك, وربما تنوى عدم الذهاب إلى هناك مجددا , وتظل محتفظا بكراهيتك لهذا المتجر إلى الابد, أو إلى أن يتغير هذا البائع بالتحديد. !!

الواقع ينافى كل المشاعر الغاضبة داخلك, فهو لا يعرفك من الأساس , وربما كان اللقاء الاول بينكما, وربما لا يتذكر ملامحك ولم يكن ينظر لك حينما اثار حفيظتك,فيمر عليه يوميا مئات الأشخاص لا يمكن أن يكترث لشخصياتهم جميعا,وضغط العمل والانهاك العصبى والبدنى يدفعانه لضيق الصدر,فهناك ألف سبب يزعجه ويوتر أعصابه,وهناك أشياء دفينة لا تعرفها عنه عكرت صفو مزاجه,فهو لم يكن يعنيك بالتحديد حينما عبس فى وجهك, ولكن عنىى شيئا يمر به من الرتابة والملل والإزعاج.

فلا تعطى لذلك  اكثر مما يستحق, ولا تدعه يقلل من ثقتك بنفسك .أنا لا أعطى للبائع الحق,ولكن وددت لو اوضح لك عدم تعمده ذلك, وأن المشاعر التى تصل إليك معظمها وهمي غير مقصود منه, فهناك آلاف الأشياء غيرك تدفعه لهذا الأسلوب , والعجيب أنك لست من ضمنها, فكن واسع الصدر ولا تفقد ثقتك بنفسك , ولا تسلم سعادة يومك له , فهو معزول عنك تماما, ويكاد لا يراك مطلقا رغم انه ناظرا  إليك يحدثك , ولكن هناك اشياء اخرى تفصل بينكما بشكل نفسى ,ولكن لم تفصل الأثر الواقعى الذى ازعجك,فلا تبالى وامضى فى طريقك وكأن شيئا لم يكن .

@ الفارس

ليست هناك تعليقات: