السبت، 28 يناير 2012

لماذا رحل صديقى!




سألنى صديقى عن صديق آخر عرفته بالماضى, وإنقطع الوصل,كان تساؤله يشوبه التعجب ! كيف رحل غائبا بين طيات العمر سنين , وقد كنت بالأمس أقرب الناس إليه!

شغلنى هذا التساؤل ذات مرة, ولكنى لم اتوقف عنده كثيرا لإيجاد إجابة, فقد كان صديقى يعانى من مشاكل سردها لى بأدق تفاصيلها, وأطلعنى على خصوصيات لم يعرفها أقرب الناس اليه,وقفت معه فى محنته حتى خرج منها متعافيا قادرا على مواجهة الحياة بشكلأقوى, فجمع شتات ثقته بنفسه,وعزيمته.

أذكر أنى علمته كيف يكون قويا قادرا على الفراق مهما كانت الروابط وطيدة,علمته كيف يضمن أن يظل فى منطقة الأمان بلا جراح أو أذى,ولأنه كان ذكيا تعلم الدرس جيدا, وكان أول من ط’بق عليه الدرس هو معلمه!

رحل صديقى السابق إلى حيث لا رجعة,ناشدا قتل كل ماض يذكره بلحظة ضعفه,وهوانه,لا يريد أن يرى فى عينى فضلا عليه, أو ينظره عبر مرآتها فيدرك كيف كان جرحه غائرا,فالحل كان قتل كل ذكريات التجربة بما فيها غرفة العمليات والطبيب وإكتفى صديقى بأخذ الدواء مضطرا وليس راغبا فيه!

رحل ليثبت للجميع ولنفسه أن تجربته المؤلمة جعلته قادرا على الإنتقام أو الإنفصال,الهجر أو النسيان! فهكذا علمته ولا عجب أن أن يكون المعلم أول من يرى نتاج جهدة مع تلاميذه,فكان هذا هو حل اللغز,ومنذ ذلك الحين إعتزلت التدريس !

@ أحمد عبد الواحد

ليست هناك تعليقات: