السبت، 28 يناير 2012

ضريبة النضج

ضريبة النضج!

عند الطفولة نتطلع إلى فجر نضج قريب, وعند النضج نتسائل : أين ضاعت منا سنوات العمر دون أن ندرى,فبين تحكمات الآخرين فينا وفى كل اختياراتنا  صغارا, وبين حريتنا وتحملنا للمسؤلية كاملة  كبارا يكمن عنائنا وإنشغال بالنا.

فعند الصغر اغفلنا الجانب الأهم , ونظرنا الى المميزات بغض النظر عن الثمن. نظرنإ الى الحرية التى نتمتع بها عند الكبر , ونسينا ان كل اللوم سيقع على عاتقنا اذا ما كانت اختياراتنا وقراراتنا خاطئة, نعم نحن نتمتع بالحرية , ولكنها حرية محفوفة بضخامة المسؤلية.

 أعلم أبى أنى أصبحت  رجلا , ولكن لا زلت احتاجك , وأعلم أن الدهريسير بما يجعلنا نتبادل الأدوار, فبعد ان كنت ترعانى على أن ارعاك, وحتى ذلك الحين سأظل احتاجك.

سخرت من صديق لى حيث وضع  اوراق الجرائد تحت قميصه  لتقية البرد القارص ليلا, وكانت سخريتى أن  هذا الفعل من عادات الطفولة, ولكنى سرعان ما  شعرت بمرراة حسرة ,وابتلعت ريقى فى غصة,  حسرة على ايام ليت أحاسيسها تعود حيث كان أبى يفعل معى نفس الشيء ليقينىمن قسوة الشتاء,  ربما كان الدفئ المنشود هو دفئ مشاعره!  فدفئها اقوى من الف جريدة, والآن حيث النضج والعزلة لن يكون هناك من يعيد علي غطائى إذا ما ازحته عنى,  أو ينصحنى ألا اضيع وقتى ,أو يعنفنى إذا لمس منى خطأ.


نحن نطلع دائما إلى تخطى حاجز العمر, نستشرق بقدوم النضج ولا نرضى بالمكوث  رهن قيود الطفولة, نبحث عن  الطريق الذى نكسر به كل قيد قيدنا, ولا ندرى اننا بذلك نحطم الحصون التى حمتنا,  فسرنا  خلف أحلامنا بلا بصيرة,و ضريبة النضح ندفعها باهظة تفوق ما عاد علينا جراءه, فكنا صغارا نتمنى النضوج  ولم ندر ابدا أن للنضج ريح تعصف بكل امتيازات الطفولة.

@ احمد عبد الواحد

ليست هناك تعليقات: